صــــــــآـآـآحبـــــــة المـشـــوـوـوهــــة ..!}~

*
*
*
*
في الصباح الباكر حيثُ كنتُ جالسةً كالعادة في صفي كانت الضجة تعُم الفصل لا أحد يستطيع إيقافهنّ عن الضجيج والصراخ أبداً وأنا على عكسهنّ تماماً أحبُ الهدوء كلُ الطالبات لديهنّ صديقات يجلسن بجوارهنّ إلا أنا بما أنني جديدة في هذا الفصل ولا أعرفُ أحداً فيه ,أحسستُ بأن أصوات صراخهنّ اخترقت طبلةُ أذني ,وضعت يداي على أذُنّي حتى أمنع أصوات الضجيج ورأسي أسندتهُ على الطاولة ولكـن فجأة هـــــــــــــدوء غريب حلّ على طالبات صفي رفعتُ رأسي لأرى ماذا حدث كانت نظراتهن مصوبة على باب الفصل باندهــاش نظرتُ إلى هُناك وجدتُ أُستاذتي واقفة وبجوارها فتاةٌ جديدة ولكني دققت النظر فيها فصُعقت عندما نظرت إلى وجهها نصفهُ مُشوه أحسستُ بالخوف والاضطراب وأبعدتُ بصري عنها وأعدتُ رأسي إلى الطاولة وأغمضتُ عيني بقوة ,كنتُ أسمع فقط شهقات البنات وتساؤلاتهن نحو تلك الفتاة الغريبة لكن الأُستاذة أوقفت الضجيج ما إن قالت ..: كفـــــــى أصمتـــوا ..
وقدمت الفتاة وأكملت ..: هذهِ طالبة جديدة ستكون من ضمن طالبات صفكم من اليوم ..
فاستنكرنّ الطالبات وعارضن ولكن المعلمة أوقفت كلامهن وقالت ..: لن أستمع لأحد هذا قراري وانتهى ..
والتفتت إلى الفتاة الغريبة وابتسمت لها وقالت ..: تفضلي بالجلوس هذا فصلك الجديد فأهلاً بكِ عزيزتي ..
تقدمت بتردد ولكن المعلمة أجبرتها على الجلوس ذهبت إلى إحدى الفتيات ولكنها رفضت بشدة بحجةِ أنهُ كُرسي صديقتها الغائبة ولكن تلك الغريبة ذهبت إلى المُعلمة وقالت ..: معلمتي سأذهب لأحضر كُرسياً لي من الخارج ..
ولكن المعلمة عارضتها وقالت بصوتٍ مرتفع ..:
يا طالبات من منكنّ لديها مكانٌ لزميلتكُن الجديدة ..
ولكن مرت خمسُ دقائق ولم يتحدث أحد ولم تتبرع إحداهن بمكان ,رفعتُ رأسي فلمحتُ الحُزن في وجهِ الفتاة الغريبة ورأيتُ الحرج واضحاً على وجهِ أُستاذتي وقلتُ بعد تردد ..: أنـ ـ ــا ..
فنظرت إليّ أُستاذتي بامتنان وقالت موجهةً حديثها إلى تلكّ الغريبة ..:
اذهبي بجوار صديقتك هُناك..
تقدمت الفتاة وعندما جلست بجواري أحسستُ بقلبي انقبض من الخوف أغمضتُ عيني ثم فتحتهما بقوة ظناً مني أنهُ حُلُم وحاولت أن أشغل نفسي بأي شيء ولكن صوتها أعادني إلى الواقع عندما قالت بألم..: أنا مُمتنة لكِ أشكرك وآسفة إذا كُنتُ قد أرعبتك ..!
تعجبتُ من أمرها "أرعبتكِ" يا لها من مسكينة لقد لامستُ الألم والحزن في صوتها وقسمات وجهها وقلتُ لها وأنا أتحاشى النظرُ إلى وجهها ..: لا داعي للشكر عزيزتي ..
لم تُجبني بل كانت صامتة التفت لأرى ما بها كانت تبكي بحرقة فأحسستُ بالذنبِ عندما رأيتها تبكي سألتها ..: ما بكِ ..
ولكنها استمرت بالبكاء تأملتُ وجهها الحزين نظرتُ إلى النصفُ السليم من وجهها يالها من فتاةٍ جميلــة جداً ونظرتُ إلى النصف الآخر المشوه كانت حروقاً عميقة ولكن عينها ورموشها وحاجبها لم تشوههم الحروق كان الحرق مُتركز على خدها فقط ويصلُ إلى أسفل رقبتها نظرتُ إلى يدها اليسرى في نفس جهة التشويه كانت مشوهه قليلاً ولكنهُ تشويه غير واضح عدتُ للتأمل في وجهها ووجدتُ خوفي منها قد بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً قلتُ لها ..: لستِ مُرعبة أبداً بل إنكِ فتاةٌ جميلة ..
نظرت إليّ بدهشة وقالت ..: تقولينَ ذلك لأنكِ تشفقين علي ..
قلتُ لها مُعارضة ..: لو كُنتِ مُرعبة لما جعلتكُ تجلسين بجواري ..
نظرت إليّ بحزنٍ وقالت ..: أحقاً ما تقولين..؟
ابتسمتُ لها وقلت ..: حقاً أنتي جميلة وطيبة ..
قالت ولازالت حزينة ..: ولكن نظرات الطالبات كانت تقول بأننـ..
قاطعتها وقلت ..: لا عليكِ هذا فقط لأنكِ جديدة في هذا الصف أنا مثلكِ تماماً عندما حضرتُ إلى هُنا حدثَ معي كالذي حدث معكِ ..
نظرت إلي وابتسمت..: حقاً ..؟
أجبتها بابتسامة وأومأتُ برأسي ..
***
في كُلِ يومٍ أجدُ شيئاً يُحببني بتلكَ الفتاة حقاً منظرها مشوه ولكن جوهرها ليس مُزيف ولا مشوه , لم يكفوا الطالبات عن إيذائي وإيذاء صديقتي ومناداتي بصاحبة المشوهه..!
ولكنني في كُلِ مرة أجيبهنّ ..:
أفتخــر بأننــي صـــاحبةُ المشوهـــه ..!

مشكورة خيووو ع الموضووع الرائع