بدء ماراثون جذب المشاهد بـ«الحصرية» الرمضانية

بدء ماراثون جذب المشاهد بـ«الحصرية» الرمضانية

كثيرة هي الأعمال الدرامية الرمضانية التي سيتم عرضها على الفضائيات الخليجية والعربية، التي ارتبط بها المشاهد العربي وينتظر الجديد منها كل عام، ولاسيما في الشهر الفضيل الذي يتنافس خلاله نجوم الدراما على امتداد الوطن العربي الكبير. وبات هذا الشهر بمثابة الساحة الكبرى التي يقام عليها ماراثون الدراما العربية، فنجد السباق لا يشهد فقط النجوم في تلك الأعمال، بل هناك سباقات أخرى تدخل في دائرة المنافسات كالعملية الإخراجية، وهذه متروكة إلى الأدوات التي يمتلكها كل مخرج وقدراته الخاصة في هذا المجال.

كما يقام السباق أيضاً بين المنتجين لهذه الأعمال الذين ابتكروا في السنوات الأخيرة ما يسمى بـ «الحصري» وهو نوع من أنواع الاحتكار، وذلك لجذب قاعدة عريضة من المشاهدين إلى شاشة المحتكر، وبالتالي تتدفق على تلك القنوات سيول من الأموال مقابل الإعلانات التي تتخلل عرض كل حلقة، مما يؤكد أيضاً أن الهدف الأساسي لتلك المحطات سواء كانت حكومية أو خاصة هو الربح المادي فقط، وكثيراً ما يكون ذلك على حساب القيمة.

أما النوع الآخر من المنافسات وهو ربما كان موجوداً من قبل ولكن بشكل منطقي غير لافت للنظر، ألا وهو سباق المطربين الذين يسند إليهم غناء «تترات» الأعمال، فقد انتشرت هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ وبات هؤلاء المطربون سمة من سمات هذه الأعمال، إذ يسعى المنتجون والمخرجون إلى جذب نجوم الغناء لأداء أغنيات «تترات» المسلسلات، وبالتأكيد هناك من يعتمد على اسم ونجومية المطرب الفلاني ليكون أحد أركان عوامل جذب المشاهد للعمل، وكثيراً منها نلاحظ أنها لا ترقى إلى طموح المشاهد الذي ينتظر الإبداع من أهله، لكنهم يخذلون هذه المشاهد باعتمادهم على أسماء من دون التدقيق والنظر في كيفية الطرح من حيث اختيار القضايا والموضوعات التي تهم المواطن العربي الذي هو في الأساس المشاهد نفسه الذي يتابع هذه الأعمال.

وإذا تعمقنا في الحديث عن المسلسلات الرمضانية فهناك موضوعات عدة يجب التطرق إليها حتى يقف المشاهد عند نقطة الفصل التي تبين «خيوط اللعبة». نعم أقولها «خيوط اللعبة» لأن الأمر بات هكذا من حيث النظر إلى كل ما يطرح على الساحة من أعمال ربما يوافق القليل منها رغبة ومزاج المواطن العربي، لكن هناك يقيناً بأن هذا المواطن أذكى مما يطرحون، وخصوصاً الذين يعتقدون أنهم أفهم الناس من حيث الإبداع. لذلك يجب أن يضع القائمون على الأعمال الدرامية في الاعتبار الأمان الفكري وتحديداً الأفكار التي يتم إعدادها خصيصاً لموسم شهر رمضان المبارك، وعلى القنوات الفضائية التي تتسابق من أجل كسب «حصرية» عرض الأعمال أن تنتقي الأفكار والموضوعات التي تحاكي لب قضايا وهموم المواطن العربي أينما كان.

مشكورة خيو

شكرا على مرور