نفحات إيمانية في شهر رمضان المبارك

هذا الشهر الكريم ، الذي تنسمنا على مائدته نفحات الرحمن جل جلاله ،واستلهم فيه السعداء فيوضاته .
هذا الشهر العظيم الذي حَفَلَ بعدة مناسبات ثرية بالدلالة على خصوصيته ، ففي أوائله نزلت الكتب السماوية الأربع على أنبيائها (على نبينا وآله وعليهم السلام ) . وفي الخامس عشر منه
أشرف نور حجة الله في ظلمات الأرض الحسن البسط المجتبى عليه السلام، وفي السابع عشر كانت ذكرى معركة بدر الكبرى، وفي الحادي والعشرين شهادة مولانا أمير المومنين عليه السلام
وفي العشر الأواخر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وبعد انصرامه تتقبل العيد الذي هو من ذوي المعاني الشريفة، وليس ببعيد أن يقال: إنه ما يجمع هذه المناسبات الشريفة هو تحرير الإنسان من آصار الهوى وأغلال الجهل. فالكتب السماوية، ومنها القرآن الكريم تجلي هذه البصيرة كثيرا، ولهذا قال تعالى (إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم) و(هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، وفي ذكرى بدر يتبصر المسلمون إلى هزيمتهم اليوم، ليعرفوا أنهم لم يتجاوزوا ذواتهم من أجل الله تعالى، وفي أفراحهم عليهم السلام في نصفه ثم أحزانهم في الليالي العلوية جنبتان.
جنبة الروح وجنبة العقل، وجنبة الروح تتفاعل في الحزن أجلى منها في الفرح، وهذا ظاهر لا يحتاج إلى إشارة، ولا شك أن لبكاء عليهم يطهر النفس، لأنه يرفق القلب، والقلب الرقيق مصدر كل خير، لأن الحزن عليهم يزيد في محبتهم المؤدية إلى الاقتداء والتأسي بهم، ولازم ذلك التجرد من عبادة الهوى، والخروج من ذل معصية الله إلى عز طاعته، ولا سيما في ذكرى مقتل أمير المؤمنين عليه السلام الذي نتعلم من سيرته ما يعجز عن كتابته مداد الثقلين ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، ويكفي ما رواه مولانا الباقر عن أبيه عليهما السلام لما أشفق عليه من كثرة عبادته، فتأوه قائلاً: وأين هي من عبادة علي عليه السلام .
وليلة القدر هي ليلة العتق من النار والسمو إلى الله سبحانه، والعروج إليه، لتغسل فيها الأرواح بماء الرضا بعد أن يغسل العبد قلبه بماء الدموع والتوبة النصوح .
إذا عرف الإنسان معناها وباطنها تنور قلبه بنور المعرفة، وإن الملائكة تتنزل فيها على قطب رحى الوجود وناموس العصر أرواحنا فداه، لتعرض عليه أعمال الخلائق وتدبير ما يكون في السنة، ولا شك أن تعلق القلب بمولى الزمان دليل صفائه، وهو يقود إلى تحريره من هواه، وإنارته بنور الله تعالى .
والعيد يفرح فيه الإنسان، ولكن حقيقة هذه الفرحة هي ما حققه من انتصار على النفس، لا ما نراه عند أكثر الناس من الفرحة باستقبال الحلويات صباحا واللحوم ظهرا، والنزهة والأسفار عند آخرين، هذا إن لم تكن أسفارهم لمحرم والعياذ بالله، ولذا جاء في الحديث: (ليس العيد لمن لبس الجديد، ولكنه لمن أمن الوعيد)، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله محمد.

__________________

نسألكم الدعاء

يعطيج العافية ع الموضوع

الله يعفيش

شكرا على مرورش خيوه

مشكووووورة خيوو على الموضوع

شكرا على مرور