عنوان الاستشارة زملائي من الرافضة .. فهل أتركهم ؟!
المستشار الشيخ / مقبل بن حمد المقبل
رقم الاستشارة 3033
تصنيف الاستشارة استشارات تربوية->أساليب و وسائل
السؤال
أنا سني أعيش في ألمانيا و جميع العرب الموجودين هنا من الشيعة فعلاقتي معهم جيدة و أحيانا أتناقش معهم في أمور الدين والمذاهب ولا أخشى على عقيدتي منهم و الحمد لله و لكن سؤالي هو : هل يجب علي أن أبتعد عنهم أم لا حرج في التعايش معهم كما أن زوجتي تعمل كمدرسة للغة العربية للأطفال في مركز هؤلاء الشيعة الذي يقيمون فيه شعائرهم و صلواتهم و لا نشاركهم شعائرهم طبعا فهل هذا جائز ؟و لكم جزيل الشكر .
الجواب الحمد لله . أما بعد :
فإن كان هؤلاء الشيعة ممن يدعون عليا أو الحسن والحسين رضي الله عنهم من دون الله أو يعتقدون أن القرآن محرف ، أو يكفرون الصحابة أو بعضهم ويسبونهم . فهم كفار مشركون ، ويجب عليك التعامل معهم على هذا الأساس. فليسوا أخوة لك في الدين بل هم مشركون لا تجوز موالاتهم ولا محبتهم ولا أكل ذبائحهم .
واعلم أن دين الشيعة مبني على الكذب والتقية ، فهم يظهرون خلاف ما يبطنون تقية ، فكن منهم على حذر.
ولا حرج على زوجتك أن تعلم أطفالهم اللغة العربية . لكن لا يجوز لكما حضور مكان عبادتهم إن كان يحصل فيه الشرك ، كدعوة الحسن والحسين , أو يقع فيه منكر كلعن أبي بكر وعمر. وتكفير الصحابة . قال الله تعالى ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ ) النساء/140
قال القرطبي رحمه الله في التفسير : ( قوله تعالى : " فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره" أي غير الكفر. " إنكم إذا مثلهم": فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر. قال الله عز وجل "إنكم إذا مثلهم" فكل من جلس في مجلس معصية ، ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء . وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية . وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه أخذ قوماً يشربون الخمر، فقيل له عن أحد الحاضرين: إنه صائم فحمل عليه الأدب ( أي شدد عليه العقوبة والتعزير ) وقرأ هذه الآية " إنكم إذا مثلهم" أي إن الرضا بالمعصية معصية ، ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم. اهـ (5 / 418).
كما نحذرك من الدخول في النقاشات بغير علم , فلا يجوز للمسلم أن يعرض نفسه للشبهات دون أن يكون عنده علم كاف للرد على هذه الشبهات .
ونؤكد عليك ـ رعاك الله ـ الالتزام بعقيدة الولاء والبراء في قلبك قدر استطاعتك ؛ فلا يحملنك الجلوس مع هؤلاء والعمل معهم على محبتهم والركون إليهم ، وهذا لا يمنع من إظهار الخلق الحسن والتعامل الأمثل معهم ؛ لأنك بذلك تحببهم إلى نفسك ؛ فتسهل عليك دوتهم بعد ذلك .
والله أعلم