{ متى ينكشف اللثـام }
كنا على السفرة متجمعين، نتغدى وحديث الساعة في بيتنا اهو سفر محمد أخوي، كنا نتكلم عن جميع جوانب السفر من السكن والماديات والمستلزمات والإجازات الرسمية، والراتب اللي بيحصله، على حسب ما فهمت ان محمد مجهز خريطة لسكن! من رسم واحد من المهندسين من ربعه، عشان راح يبني له شقة في البيت، وطوال فترة السفر راح يبتدون واللي بيشرف عليها أهو أخوي " جواد ! "
جواد: الليلة ما اقدر تدري انا وين اقعد
أبوي: وانت ما تشبع من القهاوي ؟ لين أنصاف الليالي في الشيشة !
سكت جواد أخوي وما تكلم! كالعادة !
" جواد أخوي .. 19 سنة .. يدرس بجامعة البحرين تخصص Accounting .. انسـان كتوم يميل للغموض .. علاقته بأفراد أسرتنا كلها شبه سطحية ... امم بس مع اخوي محمد وصادق شوي يعني فيه تعاون .. وأحسه يحب أمي أكثر منا كلنا، فيه اتصال بينهم مجهول بالنسبة لي! يدخل الغرفة وياها بالساعة الكاملة بعض الأحيان، في شي ما اعرف اوصفه ! ليله ونهاره بالقهاوي ! ،، ما اعرف عنه الشي الكثير .. بس بعرف عنه قريباً وناوية اتقرب منه ! "أمي: منى، علياء نظفوا الصحون وشيلوا السفرة، ومحمد غسل يدك وتعال الحجرة ابغيك
التفت لمحمد أطالعه بإستفهام! رد علي بنفس النظرة ! وش تبي أمي من محمد ياترى !
شلنا الصحون والسفرة ونظفنا المكان، ورحت غرفتي أبغي أرتاح هلكــانة وايد،
أبغى أرتاح، تمددت على فراشي، وغمضت عيوني والأفكار تدور براسي، اني مب فضولية وايد! بس افكر ! محمد اخوي كان يكلم من الساعة 2.30 بهذاك اليوم !!
معقولة واحد من أصدقائه !
محمد ما عنده سوالف بنات !! ياترى شنو الموضوع !!
لما سمعته يتكلم، ابتعدت عن الغرفة ونزلت على طول، ما احب اتدخل بخصوصيات غيري!
رغم إن علاقتي بمحمد قوية، بس لحد الآن ما وصلت لمستوى اني اعرف اسراره او اعرف بشنو يفكر!
بس اللي اعرفه اني احب محمد أكثر من روحي! وأعتبره قدوة لي! محمد شخصية حلوة نادر نلقى مثلها بهالزمان، أخلاق وأدب وجمال!
محمد مو جميل يعني هذاك الجمال اللي مافوقه جمال! بس قمر!
طويل وضعيف، بشرته بيضا بس فيها شي غريب! حلو ! مملوح! عيونه سودة صغيرة، وخشمه طويل، إذا يلبس الثوب يصير " شيـــخ " !
بس يبي له يمتن شوي ! لأن وايد ضعيف بالنسبة لطوله!
غفت عيوني ونمت !!
حلمت أني أمشي بمكـان واســـع ! والطريــق طـويل!
وآخره فيه ثغرة نور !
وكل ما كنت امشي وامشي النور يتقرب لي، كنت امد يدي ! وأحس ان في احد يقترب مني!
فجأة! نزل مطر من السما! رفعت راسي
و
،
.
.
.
فتحت عيني ! قبل لا اشوف شنو بالسمـا !
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
رحمتك يـارب .. كنت اتنفس بسرعة ودقات قلبي احسهـا سريعة !
قعدت من نومي شفت الوقت، كانت الساعة 6 المغرب !
رحت غسلت وجهي وتوضأت وصليت ،،
ونزلت تحت،، محمد كان قاعد بالصالة،، ومعاه " حنين " يلاعبها ويناغيها
دخلت المطبخ، سويت لي كوب كوفي، ورجعت طليت براسي من باب المطبخ: محمد تبي كوفي؟
محمد: لا شكراً
أخذت الكوفي، وطلعت بره الصالة، اخذت الرموت وقعدت ابدل بالقنوات، كنت حاسة بملل!
شفت محمد وهو يلاعب حنين
محمد: حنونة عطي حمودي بوسة !
وباسته في خده ورجع اهو باسها
حنين: ليش شعرك مو طويل نفسي؟
ضحك محمد: حبيبتي انا ريال، انتي بنت
حنين: ماما تقول ان البنت لازم تمشط شعرها عشان تصير حلوة وما يعيبون عليها صديقاتها ويقولون لها ام كشة
ضحك محمد بصوت عالي واني دخلت وياهم بالخط ،،
محمد: شنو علموش اليوم في الروضة؟
ابتسمت حنين بفرح وفتحت يدينها على وسعها واهي تقول: ماما هدى علمتنا دعـاء عشان نقوله كل يوم لما نقعد من النوم وعلمتنا انشودة عن الماما، وقالت لنا ان نروح للماما ونعطيها بوسة ونقولها الانشودة وبعدين نقولها شكراً ياماما.
نزل محمد راسه كأنه يتذكر شي؟! وابتسم بخفة وشرد بخياله !
وحنين كانت تتكلم وتتكلم ! وهو بعالم! واني اتأمل فيه؟ بشنو تفكر ؟!
رفع راسه وظل يطالع حنين وهو يبتسم !
مسح على خدها بحنان، وضمها لصدره ! وظل يمسح على شعرها!
ابتسمت ! الي فهمته ! ان محمد بيشتاق لحنين!بيشتاق لشقاوتها!
حنين: محمد قوووم آآآه
ضحك محمد عليها وقال لها: بمعصش انا، باكلش خدودش بقرصهم
حنين وهي تتخصر: لا ! مو على كيفك والله ! اذا جابو لك اخت قرص خدودها
ضحكنـا اني ومحمد وقلت لحنين: حنين قولي له، مالك خص فيني اذا مرتك جابت لك بنت قرص خدودها
حنين: ايه اذا مرتك جابت لك بت قرص خدودها، اني بعد بضربها
محمد: تضربين بنتي؟
حنين: أيــه عجل ليش تصيح!
محمد وهو يطالعني: اتفرغي الحين عاد ! وين اهي الحين عشان تصيح! قامت تهلوس
حنين: حمودي ابا حلاوة
محمد: بتسوس ضروسش بسش حـلاوة
حنين: مـاني ابغى حلاوة ماما ما ترضى تعطيني! اقولها حطي لي مكياج ما ترضى تحط لي !
محمد: ليش تحطين لش مكياج؟
حنين: عشـان اصير حلوة، احط لي هني هني – واشرت على شفايفها – واحط بعد في خدودي
محمد: انتين حلوة جدي
حنين بعناد: لا لا ابغى مكياج مثل ماما، عشان اصير وردة
ضحكت وقلت لها: من يقول ان بالمكياج تصيرين وردة؟
حنين: بابا كل يقول للماما انتين وردة اني بعد ابغي اصير وردة عشان بابا يشتري لي حلاوة
انحرجت وخدودي ولعـوا ومحمد اخذ راحته بالضحك ! الله يغربل ابليسش يا حنين
أخذ محمد حنين من حضنه وحطاها بحضني وقال: انا بطلع شوي وبرجع، منى ابيش تنظفين غرفتي!
رفعت راسي وقلت له: إن شاء الله الحين انظفها
محمد: لالا مو اليوم، انتي مدرسة وتعبانة، بكرة نظفيها
ابتسمت: إن شاء الله
محمد: يالله فمان الله
ـ فمان الكريم، بحفظ الله.
أخذت حنين وياي لغرفتي، فتحت شنطة المدرسة عشان اشوف واجباتي، بس ما كان عندي واجبات! الحمدلله!
قريب نبدأ أمتحانات، ولازم أستعد عشان أرفع مجموعي هذا الفصل! السنة فرصتي! لازم ارفع المعدل عشان اقدر احافظ عليه
طلعت من غرفتي، ولقيت علياء على الكمبيوتر كعادتها!
هالإنسانة حياتها نت × نت !
رحت لها ،،
- شسوين؟
علياء: أقرأ أبيات شعـرية خطيــرة!
ضحكت: انتين كلشي عندش خطير، خليني أشوف!
قربت من الشاشة وقعدت أقرأ:
أحــبكِ حُـبّاً لـو تحبين مــثله ،،، أصابك من وجدٍ عليّ جنون
قتيل من الأشواق أما نهاره ،،، فــباكٍ وأمـا ليلــه فــأنـيــــنـ امممم صراحة! حلوو وايد من الكاتب ؟
ضحكت علياء: ومن غيره يا عزيزتي؟ مجنـون ليلى قيس بن الملوح
ضحكت: ههههههه ايوة! السالفة فيها جنون بعد خليني بعيدة
حنين: اشوف اني اشوف
ـ وش تشوفين؟
حنين: رفعيني بشوف الكمبيوتر بشـوف
علياء: تعالي يالمثقفة ها طالعي
ورفعت حنين تطالع وقامت تضحك ! بس بدون سبب والله هالياهل عسل
اخذتها ونزلت تحت ورحت لجدتي، لقيتها تسوي سفرة بالخوص، استانست وقعدت معاها، أحب هالسوالف! أحب ريحة الماضي في ريحة أثيابها، أحب أشوف تقاسيم ويهها، وكأني أشوف النخيل والعيون بعيونها، أحب أشوف يدها وهي تصنع أشياء بالخوص، أحس بالماضي الحلو! كنت أتمنى وايد اني اعيش فيه!
ـ أماه عودة شسوين؟
جدتي: أسوي سفرة يابنتي
ـ أماه علميني
جدتي: إذا خلصت من هدي السفرة بعلمش
ضحكت، ادري تقص علي ! هههههه
سمعت صوت تلفوني، نسيته بالصالة !
رحت وكان المتصل " الحور "
حوراء بنت خالتي !
ـ ألو
حوراء بصوت هادئ: سلام
ـ عليكم السلام والرحمة
حوراء: منووي
حسيت بشي مو طبيعي! : حوراء شفيش ؟
حوراء بصوت خايف: منوووي اتصل لأحمد ما يرد ! ما ادري شفيه بموت اني بموت
قلت بهدوء: حوراء الله يهديش عبالي شي صاير، يمكن مشغول او ناسي تلفونه بمكان
حوراء وهي تصيح: اتصل فيه من يوم ارجع من المدرسة وانتين تقولين شنو! بموت اني شسوي!
ـ استهدي بالله ما صاير إلا الخير إن شاء الله
حوراء وصوتها مخنوق: خايفة منووي والله خايفة، اخاف صاير فيه شي
ـ حوراء، ذكري الله وادعي ان شاء الله يكون خير، تصبري الحين واذا حصلتي خبر طمنيني اوكي؟
حوراء: ياحبيبي يا أحمد إن شاء الله يكون بخير، يالله منوي اخليش الحين
ـ اوكي بس صلي على النبي واهدأي واذا وصلش خبر طمنيني بمسج اوكي؟
حوراء بصوت مبحوح: اوكي، يالله باي
ـ الله يحفظش.
سكرته وأني محتارة، الله يستر !
شو اقولكم !
هذا أحمد حبيب بنت خالتي حوراء ! صار لها 9 أشهر تقريباً وياه ،، علاقة بالتلفون !
تحبه وايد ! عمره 19 سنة ! يدرس بالجامعة ! تقول انه يحبها !
بيني وبينكم ! اني كللش مو مطمنة ! وماني قادرة ابلع هالانسان! ما شفت عليه شي صراحة
احسه زين ومحافظ عليها يعني .. بس بنفس الوقت احساس داخلي مو مرتاح !
والله وحده هو العالم !
سمعت صوت مطر !
دخلت غرفة جدتي، شفت حنين نايمة، اخذتها وحطيتها بسريرها وغطيتها، طلعت بره الحوش، مطــــــــــــر !
يـــاربي والله وناسة وناسة بموت من الوناسة !
أحب المطر !
إحنـا بيتنا شكله كأنه فلة ! بس اهو بيت يعني مو فلة ! اول ما ندخل البيت فيه حوووش كبير
ممر بالوسطة .. وعلى اليمين والشمال فيه زرع ،،، وعندنا زراعة صغيرة بجانب البيت
بعد ما تقطع الممر الطويل جنب باب البيت فيه مجلس للرجال على اليسار، وعلى يمين كأنه ورى البيت قريب من المزرعة فيه ملحق صغير، مثل الديوانية! بس ما نستخدمها وايد
تدخل البيت .. ينفتح على الصالة .. وفيه غرفة جدتي ،، والمطبخ
وغرفة أمي وأبوي وحنين معاهم وقريباً بتنتقل إلى غرفة علياء
وفيه غرفة ضيوف
وحمام الله يعزكم
وفوق غرفنا ،،
غرفة أخوي محمد ،، كبيـــرة وواسعة ..
وغرفة جواد بعد كبيـــرة ،،
غرفة حسن وحسين مع بعض ،،
وفيه غرفة كنا اني وعلياء اختي ننام فيها
صارت لعلياء بعد ما تزوجت اختي ليلى
وغرفتي اللي اهي بالاصل غرفة ليلى ،،
يعني المجمل 5 غرف ،،، الطابق الثاني وايد كبيـر
وكل واحد بغرفته حمام – الله يعزكم -
أحنا الخير واسعنا صح ... بس مو أغنياء وايـد يعني
هذا كل من ورث جدي الله يرحمه أبو أبوي
ولأن أبوي ما عنده اله أخو واحد وأخت وحدة
وجدي الله يرحمه كان نوخذة وخيره وايــد
فالورث توزع على أبوي وعمي وعمتي
وتعدلت أحوالنا وايــد
وابوي أستغل فلوس الورث كلها عشان يبني هالبيت
والحمدلله الحين احنا بخير ... لأن ابوي لا قروض ولا ديون !
ومدام ما علينا ديون فالراتب يكفينـا ،،
والله لو مو ورث جدي الله يرحمه كان احنا للحين على بساط الفقر !
استغفر الله ربي العظيم
الحمدلله على كـل حال
دخلت البيت عشان لا اتبلل تحت المطر
وظليت أطل من الدريشة وأني اشوف نعمة المطر
حسيت براحة غريبة تتسلل داخل عروقي.. شعور ما ينوصف أبداً
مثل العطشان وأرتوى بالماي .. هذا كان حالي ... المطر يخلق فيني شعور غريب!
امممم أحس براحة ! بقلبي !
بس بعد لازلت أبي روحي !
مثل الشعور بالضياع تسلل لي ... كياني مثل السراب !
أكيد مثل السراب إذا كانت روحي ضايعة ! هل ناقصة عاطفة اني !
هل احتاج لحبيب عشان املي هالفراغ ؟! أحتاج لشخص واحد يهتم فيني بروحي ! واكلمه ويصف لي كلام معسول ؟!! هذا اللي ابيه ؟!
انزين وشلون ألقاه !!
انقطع تفكيري،، لما سمعت صوت بريك سيارة قوي !! التفت للطبيلة ! لقيت سيارة جواد أخوي !
ما نزل منها! واني ظليت فترة اطالع! وهو داخل السيارة ؟!!
بعد 10 دقايق تقريباً ،، طلع من السيارة ودخل البيت ،، التفت له !
كان لابس بنطلون جلدي أسود .. وجاكيت جلدي هم بعد أسود !
والمطر مبللنه .. وشعره متبلل .. وعيونه حمره !
بس أهو ما عبرني ! ومشى بسرعة وركب فوق !
بسرعة !
رحت أركض خايفة على اخوي ! شفيه جواد !
رحت لغرفته طقيت الباب ! ما كان يرد علي ! سمعت صوت الماي بالحمام ! وشوي سمعته يكح بصوت قوي !
ظليت أدق الباب أكثر من مرة وهو ما يرد علي ! شفيــه !
فتحت الباب بهدوء واتجهت للحمام،،
لقيته على أرضية الحمام قاعد بشكل يرثى له !
وشعره على ويهه طايح ! والماي ينساب على الأرضية !
وخط عريض من الدم يسيل من بوزه ! ! ! !
وقفت مكاني ! اطالعه ودقات قلبي تزيد ،، وقفت عند باب الحمام واني اشوفه يلهث ويتنفس بصعوبة وراسه مسند على الجدار ،، ودموعه تخر ! أول مرة اشوف ريال جذي ! ريـال بهيبته وقوته يصيح ! ومــن ؟!! جـواد ! الإنسان الغامض اللامبالي ؟!!
همست بصوت خفيف: جـ .. جـواد !
التفت لي بشكل مذعور ... ودقات قلبي زادت وحسيت نفسي بموت ! نظرته أرعبتني! كان يطالعني بذعر !
قال بصوت مبحوح وهو يحاول يرفع صوته اللي كان بالأصل مختفي: ان .. انت ... يي ش سوين ؟ اه ني ؟!
كانت الحروف تطلع من شفايفه وهي تتقطع ! ما هان علي اشوفه جذي ! اخوي قطعة مني !
تقربت منه ونزلت على ركبتي وجودت يده ورصيت عليها، وحطيت عيني بعينه وقلت: جواد شفيك ياخوي؟
قالي بثبات: روحي غرفتش
ـ ما يصير ؟! انت فيك شي ليش .....
وقاطعني وقال: اطلعــي اطلعــي
وظل يكح بقوة ! وحاط يده على صدره والثانية على شفايفه !
وانحنى بجسمه على ركبته وهو يشد على نفسه وأني أشوفه يتألم !!
نزل يده وهو يرتجف ! يوم شفت الدم شهـقت بقـــوة !
ما ادري وش كنت احس ذاك الوقت !
بس كنت ارتجف واني مجودة كتف جواد وأصيح وأنادي باسمه !
بعد فترة قصيرة هدأت نوبة جواد ... ورجع راسه لورا .. وتنهد براحة !
سألته بصوت مرتجف: جواد ويش فيك خيي ؟
طالعني بعيونه الحزينة: ماكو شي، انا ببدل وبنام
ما حبيت أضغط عليه ! هلسنين كلها ما عرفته ! الحين من أول مرة بيتكلم لي !
طلعت من الحمام، وهو ظل يسبح !
ظليت على السرير قاعدة انتظره، ابي اتطمن عليه
كانت غرفته كاتمة، يكسيها جوّ من الحزن ،،،
وكان فيه مكتب ،، عليه كتب ! أعتقدت أنها كتب الجامعة ،،
وكان على جانب ثاني كتب شعر .. جواد يحب الشعر ؟!!! من متى ؟!!
كانت غرفته راقية ...
سريره كبيـر.. وفيه مكتبة صغيرة وفيها تلفزيون.. وديفيدي كبير ،،
وأشياء وايد.. بس كانت أنيقة وراقية.. مثله !! ومثل الغموض يكسوها !
ودفأ غريب يحيط الجدران... تحس فيها إن الجدران تعيش نفس الغموض ! وفيه انسجام غريب بين كل الحاجيات اللي بالغرفة !
ببساطة ! شخصية أخوي خطيرة ! ولازم أتعرف عليه !
سمعت صوت موسيقى دوى في الغرفة،،
كان صوت أنشودة !
[ أفديكِ يا معشوقتي يا كل ذاتي يا دوحة الأرز التي تحكي ثباتي أنتي التي لا يمضي هواكِ لا شيء عندي يبقى سواكِ من قمح عيني أروي ثراكِ عشت و أفنى أحمي حماكِ ]لاحظت إن تلفونه يرن ! رحت أشوفه ،، كان مكتوب بالشاشة " حياتي بيديكِ "
أستغربت ! بس ما رديت ،،، رجعت مكاني والتلفون لازال يرن ،،
طلع جواد من الحمام، وعطاني نظرة، وتوجه للتلفون، أول ما وصل فصلت المكالمة!
ورد تراجع، طالعني وقال: ليش للحين قاعدة هني؟
وقفت ورحت له: أنت بخير الحين؟
صدّ عني وقال: أي لا تخافين علي
بخوف قلت: جواد شفيك؟ انت مريض؟
قطع حديثنا صوت تلفونه، رفعه بيده وقال: منى روحي خلاص
بصوت رجاء قلت له: أبي اطمن عليك ياخوي اني
قاطعني: انا بخير خلاص، روحي غرفتش
مشيت للباب، وقبل لا افتحه سمعته يرد على التلفون، فوقفت مكاني ولأول مرة ! عشان اعرف شنو بيقول ! لازم أتقرب منه!
سمعته يهمس: هلا عمري، لا تخافين حبيبتي انا بخير، حياتي لا تصيحين دموعج غالية، انا بخير شفيج؟ وراسج الغالي انا اوكي الحين، لا ما شربت والله ما شربت، افا ما توثقين فيني يعني؟ انا وعدتج يعني خلاص حبيبتي! ما عليج انا احل المشكلة بنفسي، بعدين جوادج بطل مو أي واحد، ما يقدر علي، هههههههه قلبي انتي، ان شاء الله، اتصلي فيني الفجر عشان الصلاة اوكي حياتي؟ اوكي، تصبحين على خير، لحظة، .......
سكت شوي وهمس بصوت مخملي: أحبج، يالله رقدي وآمني ماكو اله الخير.
فتحت الباب وطلعت متسللة بهدوء، بعد ما حسيت ان قلبي بيطلع من صدري ! شسـالفة ! جـواد يــحب! معقول!
أو ممكن يلعب ؟!! حسيته يتكلم بصدق ؟!! بس الصبيان مالهم أمان ! أغلبهم جذي !
معقولة يلعب عليها !
رحت غرفتي ! بدلت ثيابي ولبست بجامة، وتمددت على سريري عشان أفكر براحة ! قلبي عورني عليه ! كان يكح بقوة ! والدم ! شنو يعني ! مريـض ؟!! شفيه !
وشنو سر هالمكالمة ؟!! باين ان كان يكلم بنت ! بس معقولة يحب ؟!
ياترى وش المخبى وراك يا اخوي ! وش يخفى ورى هالشخصية الغامضة !
وشنو سر هالكحة وهالدم ؟! أخـاف فيه شي !
سمعت صوت أحد يدق باب غرفتي، رفعت راسي وقلت: الباب مفتوح
شفت جواد يطل علي براسه: منى
طالعته باهتمام : نعم ؟
جواد بحذر: اللي شفتيه اليوم، لا أحد يدري عنه سامعة ؟ ولا أحــد ولا أحد !
وسكر الباب وطلع !
.
.
.
.
.
" نـهـايــة الـجـزء الـثـانــي "