( اليــوم زواجــي )....قصة قصيرة

.
.
.
امتطى القلم جواده ومضى ينثر حول اسطري أتربة الحروف…

.
.

اليوم هو يوم زواجي….

الفرح عم المكان...ولم يخص ذاتي…!

لست قارئة قصص جيدة..ولست عاشقة حالمة..ولست أملك سوى الطموح وبقايا الأمل…

البعض يعتقد أنها كافية..ولكنني لا اعتقد ذلك…!
لأنني يوماً بعد يوم افقدها..!
فالشمس إن لم تشرق...كيف نحلم بالغروب!

إن كنت فقدتها فلا غريب... لأنني بت افتقد كل شيء..كل شيء...

افتقد الحب..الاسرة..الوطن...وفوق ذلك أمر احتفظت به لنفسي منذ الطفولة..
ألا وهو الثقة...!

حياة البؤس..هي اختصار لحياتي السابقة...
لم اكمل دراستي...ولم تكن لي أية موهبة...ولست ذات جمال يشتري لي بيت أملكه..!
لست سوى فتاة بائسة عبثت بطفولتها السنين....!

"اليـوم زواجـي"..

ولم استطيع حتى الحلم بان امي تستيقظ لتبتسم لي وتبارك لي أيامي...!

وطني ُدَمر..وأهلي انتهت بهم الحياة..وحظي العاثر رماني على صفحات العمر لأعيش وحيدة...

دار الأيتام منزلي الذي لم احتمل وجودي فيه...ولست كغيري استطيع التأقلم مع حياة جيدة وإخوة جدد..!!
وذاكرة جديدة..!!!

عشر سنوات من عمري مضت وأنا على هامش الحياة...

شعور مدمي أن تعيش على ارض لا ترى ذاتك على خارطتها..!

والأمرّ من ذلك أن هذا اليوم سأتزوج فيه ..
سأغض النظر بقولي يوم زواجي...رغم انه ليس يوم يختص فيه!

لم يكن لي وحدي فالدولة تكفلت بالزواج الجماعي ...

"زواج جماعي..!"

طالما كان له مسمى آخر أحتفظ به في صمتي

"إبادة جماعية"...!!!

الجميع يبتسم والفرحة تسكن الملامح حولي...عروس تقيس فستان زفافها المستعار..واخرى تتحدث حالمة...واخرى تقيس حذاء أتاها من حيث لا ادري..!

وأنا وحدي أقابل المرآة وأتمنى رؤية ابتسامة تشق ملامحي...
وهذا أول أمر أتمناه منذ زمن..!

لا تتعجبوا..أنا لا أحلم..!
فأنا أرى أن الحلم مؤلم..فهو يأخذني برقة إلى عالم رائع..ويرمي بي فجأة وبقوة على أرض الواقع...!

فأنا لا احلم..ولا أتمنى..ولا ابكي..ولا أضحك...ولا احب..ولا أتحدث إلا مع نفسي وبدون صوت..
فالصوت يكلفني الكثير...!

"ياعروسه"

نظرت إلى مصدر الصوت فرأيت إحدى السعيدات!!
تتحدث إلي
"هيا اسرعي.. الم ترتدي فستانك بعد!"

انقدت طوعاً لذلك الفستان الأبيض الذي لا أرى فيه التفاؤل كغيري..!
بل أجده نسخة من ذاتي لون لا لون له..!!!

وعم الفرح المكان ولم يخص ذاتي...وابتدأ الفرح وبدأنا السير في طريق جديد...أجهل نهايته..وأخافها..!
.

.

بعد أربعة أيام من زواجي..جلس بجانبي زوجي وهو يقول:

"لمَ انتِ لست سعيدة..!! أأنا هو السبب..!!"

مرت دقيقة كاملة وأنا أجاهد ذاتي محاولة صنع ابتسامة...لكن باءت محاولاتي بالفشل..!

"ولمَ أكون سعيدة.."

نظر إليّ بل لشفتي منتظراً مني أن اوضح..فأضفت:

"أنا عروس بلا أهل..بلا وطن..بلا أمل "

كنت أضيف كل كلمة بعد ملئ رئتي بكم هائل من الهواء فلم اعتد مخاطبة أحد فدوماً تكون حواراتي بدون استخدام لساني..!!!

ثم اتبعتها:
"كيف تريدني ان أفرح!"

ابتسم
نعم انه بصورة ما يجد بين حروفي مايدعه يبتسم!

ضيَقت من ملامحي وأنا أكاد أن اضربه على شفتيه!
أيستطيع الابتسام بين هذا الكم من الأحزان..!

"حبيبتي...انتِ عروس بلا أهل..وأنا عريس بلا أهل..ولكن يفرقننا الكثير...
أنتِ رأيتِ أهلك..تعرفين من هم...فقدتيهم ولكن صورهم تعيش في داخلك..
أما انا فلا ادري من هم..أنا اجهل ذاتي...شخص وجدني على احدى الطرقات
أنا فقط بلا أهل..لستِ أنتِ.."

سكت برهة ثم أضاف:
"لكِ وطن..كنت في وطنك يوماً..تعرفين من أين انتِ..أما أنا فلا شيء..!!
لاشيء..

أنتِ أفضل مني في ماذكرت فقط..

أما الأمل...فأنا املكه ومنذ ولادتي..وهو شمعتي في طريق البؤس..لولاه لأصبحت مثلكِ...
أرى الحياة بمنظار أسود..
أرى الابتسامة شي يدل على السخرية!! لاغير! "

نظرت إليه وكأن مئات الكلمات علقت بأطراف لساني..

بت أجول في عينيه مفتشة عن لاشيء!

ليبتسم مرة اخرى وهو يقول:

"لم يولد الإنسان مرتين..ولن يعيش مرتين...فدعيني اسعدكِ "

وجدت نفسي أقول:
"لكنني ولدت عشرات المرات وتوفيت مئات المرات .. فكيف تسعدني!"

ساد الصمت المكان وبدأ اليأس ينثر خيوطه حتى كاد يلتف بالأمل الوليد الذي شعرت به ينمو بين أحشائي!

اترى يستطيع أن يسعدني..!
أنا اذكر أهلي حتماً...أيختلف عن يتمي..!
استطردت بأفكاري حتى وصلت لمبتغاي...وهامس يأسي الأمل..!

عاد يتحدث لي عن المستقبل وبكلتا يديه حاول أن يوصد باب الماضي
دقائق مرت..
وساعات..
وأيام...
حتى شعرت بولادة جديدة أخرج فيها من رحم الحياة...
تغتصبني أفكار خرجت من كلماتك..وتتسلل إلى ذاتي صور أجهل محتواها.. هل ذلك هو الأمل..!!
ربما سلمت لك يأسي...
أردتك أن تسعدني...
فلتبقى ممسكاً بيدي..
وامسك بقبضة الأمل...
لنعيش...

قلت لك هامسة
"الحياة بوجودك تغيرت...أنت ألأمل بالنسبة لي"

وقفت أمامي حينها وقبلت يدي.. وخيَل لي أن الشمس أشرقت لترانا فقط..

أضفت:

"ولكن ارأف بي عشر سنوات من عمري بائسة واليأس يلازمني..ولم أتذوق السعادة ..
ولم احلم حتى..!"

سمعت ضحكاته وهو يقول:
"طالما حلمت وحلمت وحلمت..وتحقيق الأهداف يبدأ بحلم...فاحلمي ارجوكِ.. احلمي بكل شيء...الا ان تحلمي بغيري!"

ابتسمت..!!!

رأيت الذهول على ذاتي..! عضلات وجهي استنكرت هذه الحركة المفاجأة...!!!

أخيراً سأحاول أن ابتسم فربما تتغير ملامحي..!

...لولا الأمل..لما عاش الإنسان..لما استمرت الحياة...فهو من اكبر نعم الله التي لا ترى...!
فدوماً اردد عند تأزم الأمور..وان شدّ حبل الحياة..

"إن فقدنا كراسة الرسم..نبتسم..لأننا لم نفقد الألوان.."...!

مشكورة خيو ع القصة الرائعة

سلمت يداش خيوه على القصه الحلوه

شكرا على مروركم الجميل

» عطش الساقي _ قصة قصيرة
» قصه قصيرة تضحك
» قصة قصيرة ولكن مثيرة
» قصة قصيرة بعنوان ... الفاشل .
» لعشاق الضحك ...... قصة قصيرة ولا في الاحلام